يجلب وجود القطط الصغيرة ذو الأطراف الناعمة في المنزل الكثير من الفرح والسرور. إن القطط ذات طبيعة مستقلة وهي غير معتادة على تكوين العلاقات مع أشخاص كُثر. لكن هناك بعض أنواع القطط المنزلية التي تُجيد إقامة علاقة متينة مع البشر. غير أنه قد تبقى هناك خِصال غير مرغوب بها ويسعى بعض مُربي القطط لتغيرها. فكيف يمكنك تأديب قطتك؟ وكيف تجعلها تستجيب لك؟ يهدف هذا المقال إلى تزويدك بأفكار ونصائح عملية حول كيفية تأديب قطتك بشكل مُناسب وسليم.
مفهوم تأديب القطط الأساسي لا يتضمن تأديب القطط عبر العقاب، بل يركز بدلاً من ذلك على التحفيز والمكافئة والتوجيه الطيف. من المهم أن ندرك أن القطط تستجيب بشكل أفضل للتشجيع والمكافآت، لذا من الضروري التحلي بالصبر وبرودة الأعصاب خلال مرحلة التدريب. إليك بعض الطرق الفعالة لتأديب القطط:
طرق تشجيع القطط كثيرة مثل اعطاء الحلوى والثناء واللعب معها كوسيلة لتأكيد على السلوك المرغوب فيه عندما تقوم قطتك بعمله. ستدرك القطة أن السلوك الجيد مرتبط بمكافئة أو ثناء. مما يُرغبها أكثر بتكرار السلوك الذي ترغب أنت أن تكتسبه قطتك مثل المصافحة أو الجلوس قبل إعطاء الطعام.
تحديد ما هو مرغوب بعمله وما هو لا يجوز من البداية يُساعد في عدم تجاوز تلك الحدود في المستقبل. مثال لذلك عندما تقوم قطتك بدفع شيء ما من على الطاولة يمكنك التحدث مع القطط بنبرة توبيخ مع نظرة حادة حتى تدرك القطة أنك غير مسرور بتلك الفعلة. ومع ذلك القطط تبقى مثل الأطفال الصغيرة لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كلي. لكن وجود الحدود أمر أساسي للسيطرة على بعض تصرفات القطط. استخدم إعادة التوجيه اللطيف للتخلص من السلوكيات غير المرغوب بها، ففي حالة رمي الأشياء قد ترغب القطة باللعب فقط وتوفير الألعاب لها هو الحل. وفي حالة خدش الأثاث توفير بدائل مُناسبة ومكافئتها عند استخدام الخداشة المخصصة لها يوجها بفعالية نحو السلوكيات المَرغوب بها.
الروتين المنتظم هو عنصر أساسي عندما يتعلق الأمر بتربية قطتك. إنشاء روتين منتظم للتغذية ووقت اللعب وتسريح الفرو يُؤكد الشعور بالأمان لكون الأحداث تسير كما هو متوقع لها بالنسبة للقطة. تُساهم التدريبات المنتظمة في ترسيخ بعض العادات التي ترغب أن تكتسبها قطتك تدريجياً. وستفاجئ بذكاء قطتك أحياناً في سرعتها على اكتساب تلك العادات.
يؤذي الضرب الجسدي قطتك ويضر بالثقة والرابطة التي تجمعكما سوياً. تجنب تماماً أي شكل من أشكال العقاب بالضرب أو ردود القعل العنيفة حيث سيؤدي ذلك بالنهاية إلى الخوف والقلق أو قد تكسب قطتك سلوكيات عدوانية. بدلاً من ذلك، ركز على التوجيه بلُطف والمكافئة على التصرفات والسلوكيات الجيدة.
إذا واجهت مشاكل تتعلق بسلوكيات سيئة من قِبل قطتك بشكل مستمر ولم تستطع تجاوز تلك التحديات بنفسك. فمن المستحسن البحث عن المشورة الطبية من الطبيب البيطري أو خبير سلوكيات الحيوانات. النصائح المخصصة والاستراتيجيات الفعالة من هؤلاء الخبراء لمعالجة السلوكيات الضارة ستعيد العلاقة المتناغمة بينك وبين قطتك الحبيبة.
ضرب القطط يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية والجسدية ويتسبب العنف في جعلهم يخافون منك وقد ينفرون من المكان الذي هم فيه. كما يؤدي إلى زيادة مستويات القلق لديهم. العنف المتكرر يُفسد العلاقة بينك وبين قطتك مما يجعلها أقل رغبة بالتواصل والتفاعل معك. يمكن أن يتسبب العنف أيضًا بإصابات جسدية وقد يزيد من خطر تطوره لمشاكل صحية مزمنة. بدلاً من العنف، يجب استخدام التوجيه اللطيف والتعامل مع قطتك برفق للحفاظ على علاقة صحية وودودة.
بشكل عام يعتمد ذلك على تكرار تلك الفعلة، يمكن أن تسامح القطط في بعض حالات الضرب الغير متكرر، ولكن ذلك لا يعني أنها ستسامح وتنسى تلك السلوكيات على المدى البعيد إذا تكررت. قد تظهر القطط علامات السخط الفوري مثل التجنب أو الانعزال بعد التعرض للعنف. وذلك قد يؤدي في النهاية إلى زيادة القلق وتدهور نفسية القطط بعد الضرب. والعنف المتكرر يُفسد العلاقة بين الإنسان والقط ويمكن أن يؤثر سلبًا على سلوكياتها. بدلاً من ذلك، ينبغي التعامل مع القط بلطف واحترام.
تأديب قطتك بالطريقة السلمية واللطيفة أمر ضروري لإبقاء علاقتك قوية وصحية مع قطتك. من خلال استخدام التقنيات والنصائح التي ذكرناها من وضع حدود واضحة والحفاظ على روتين منتظم وتجنب الضرب الجسدي ستصل بإذن الله الى ما تسعى إليه في تأديب قطتك بالطريقة الصحيحة مع الحفاظ على علاقة مُحبة وبيئة مُنسجمة وسعيدة لكما.